طب التجميل.. بين الضرورة والخطورة

يقدم الكثيرون على إجراء عمليات التجميل بعد تزايد شعبيتها وانتشار مراكز وعيادات التجميل التى تُقدم عروضًا تنافسية خصوصا لعمليات السيدات والفتيات، حتى أصبحت العمليات كابوسًا ليس له علاقة بالجمال، وذلك بسبب أخطاء طبية قد تبدو بسيطة، إلّا أنها تترك أثرًا لا يُنسى فى الوجه، وربما يحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية لإصلاح ما أفسدته «عروض التجميل».

ونستعرض أنواع اختصاصات القطاع الطبى التجميلى، فيما يخص تجميل الوجه والجسم بمواصفات معينة، ونسبة هذه العمليات 15%، بينما يتمثل التجميل من الحروق بأنواعها والعيوب الخلقية والإصابات القديمة أو الحديثة الذى تركت أثرًا فى الجسم، فهذه تمثل 85% من اختصاص الطب التجميلى، مع تقديم نصائح أيضا من الخبراء لبشرة تمتلك النَضَارة بدون تدخل جراحى.

فى هذا الصدد، قال الدكتور عبدالناصر النجار، أستاذ جراحات التجميل، إن الطب بشكل عام يُمثل أهمية استراتيجية فى مصر، كما تحقق الدول المحيطة ربحًا يٌقدر بـ6 مليارات دولار من السياحة الطبية، وهناك دول أخرى تهتم بالدعاية بشكل كامل للقطاع الطبى، أو طب التجميل بشكل خاص، لذا لا بد أن يكون هناك تسويق للسياحة العلاجية الآمنة بمصر ونقل صورة إيجابية له بالخارج.

وأضاف «النجار»: «أما بالنسبة لجراحات التجميل وفى حالة أن الجراحة لن تأتى بالشكل الأمثل فلدينا كأطباء تجميل كتاب يُسمى مضاعفات العمليات الجراحية، فهناك الكثير من أنواع هذه المضاعفات، هناك مضاعفات لحظية، مثل أن يتعرض الشخص لنزيف ويتم علاجه، وهناك نوع آخر من المضاعفات يسمى المضاعفات المتأخرة، هذه المضاعفات لها نوعان، وهى مضاعفات متأخره شكلية، وهذا النوع يوجد عند جراحات التجميل فقط، وأيضا هناك مضاعفات غير شكلية وتتواجد بجميع الجراحات بكل أنواعها، بمعنى أن شخصا كان لديه ورم وتم عمل جراحة له وإزالته، وبعد فترة عاد الورم مرة ثانية، أو عملية تكبير ثدى بالسيليكون وبعد عام حدث تليف حول السيليكون، هذه الانتكاسات أو المضاعفات من الوارد حدوثها وبجميع تخصصات الطب وفى أى دولة».

وأوضح «النجار» أن هذه المضاعفات لها أيضا طرق للعلاج، مثلها مثل أى تخصص فى الطب، كما أن طب التجميل له حساسية أكبر، لأنه يترك أثرا سواء إيجابى أو العكس ويكون ظاهرا، ومع ذلك مضاعفات جراحات وعمليات التجميل بشكل أو بآخر لها علاجها، منوهًا بأن التجميل لا يتمثل فقط فى نحت الجسد أو العمليات التجميلية الخاصة بتجميل الجسم والوجه فقط، فهناك العديد من أنواع التجميل وهذه العمليات نسبتها 15% فقط، أما العيوب الخلقية وآثار الحوادث، والحروق سواء الحديثة أو القديمة، وإصابات اليد وغيرها، تشكل نسبة 85%.

وقال الدكتور كرم علام، أستاذ جراحة تجميل الأطفال، إن مصر لها ثقل وبُعد تاريخى فى المجال الطبى، وإن أقدم دساتير الطب كانت فى مصر، لكن لا يتم تسليط الضوء على القطاع الطبى بالشكل المعهود، مضيفًا: «هناك بعض من الناس يعتقدون أن جراحة التجميل تتمثل فى تجميل الأنف وشفط الدهون وغيرها، هذا غير دقيق، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتشرت العمليات الجراحية، وبعد ذلك بدأ انتشار التخصصات الطبية، فقديما كان الطبيب يقدم العلاج للجميع، لكن مع زيادة التقنيات والأجهزة الحديثة والأبحاث، أصبح هناك تنوع فى الاختصاصات، وجراحة التجميل لها تخصصات، مثل تجميل الأطفال والتشوهات الخلقية، وجراحات اليد والميكروسكوبية، وجراحات الجمال مثل شفط الدهون وتنسيق القوام، والأنف وشد الوجه والليزر، كل هذه الأشياء فى اختصاص التجميل وليس فقط تنسيق القوام والوجه مثلما يعتقد البعض». وتابع «علام»: «مصر لها مركز رائد فى قطاع الطب التجميلى بشكل عام فى الشرق الأوسط وأغلب المحافظات يوجد بها مراكز للتجميل مجهزه، وهناك دول تهتم بالدهاية للسياحة العلاجية ومصر لديها القطاع الطبى المتميز الذى يتيح لها تنفيذ هذا النوع من السياحة».

وقدّمت الدكتور جاكلين فوزى، خبير التجميل، عدة نصائح لبشرة أكثر نَضَارة، مؤكدة أنه يجب أن يكون هُناك روتين يومى، سواء للرجل أو المرأة خاص بالبشرة، وهذا الروتين يكون صباحا ومساءً، مع استخدام غسول مناسب لنوع البشرة، كما يوجد أيضا كريم يتم وضعه خلال فترات النهار، وآخر يتم وضعه خلال الليل، إلى جانب ضرورة وجود كريم يحمى من الشمس، ليحافظ على البشرة من الأشعة الضارة فوق البنفسجية، وتجنب التهابات وحروق البشرة وغيرها.

وأضافت أنه يفضل أيضا أن يكون هناك روتين شهرى عند مختص علاجى لنظيف البشرة مرة كل شهر، وتحديد نوع البشرة لكى يتمكن كل شخص من استخدام المنتج المناسب لبشرته، ومن الأشياء الهامة لنضارة البشرة والشعر أيضًا، شرب المياه بشكل جيد، مع الاهتمام بالتغذية وأن يكون هناك دهون صحية وغير ضارة فى الطعام، مثل عين الجمل والمكسرات بشكل عام، مع التقليل من الأكل المقلى والمواد الحافظة والسكر. وتُعد مصر جزءًا أصيلًا من تاريخ عمليات التجميل، حيثُ إنها ثانى الدول العربية التى عَرفَت هذا النوع من الإجراءات الطبية فى التاريخ، وفقًا لما ورد فى البرديات والمخطوطات الأثرية، أما إحصائيات عمليات التجميل المعاصرة؛ فهى تشير إلى أن مصر تأتى فى مركز متقدم عربيًا من حيث معدلات إجراء عمليات التجميل، وإن تراجعت من المركز الثانى إلى الرابع، بسبب ظهور منافسين جدد على الساحة خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها دولتا الإمارات والمملكة السعودية، بعد دولة لبنان الرائدة فى هذا المجال، لكن رغم ذلك لا تزال تشهد عمليات التجميل فى مصر إقبالًا كبيرًا سواء من السُكان المحليين والوافدين، بسبب العروض التنافسية التى تقدمها مراكز التجميل.

وينخفض متوسط أسعار عمليات التجميل فى مصر بنسبة 50 لـ 60% عن متوسط السعر العالمى، إلى جانب امتلاك الدولة عددًا كبيرًا من جراحى التجميل، بحسب إحصائيات عمليات التجميل الصادرة عن ISAPS، والتى قُدرت بنحو 400 جراح يُمثلون نسبة 1% من إجمالى عدد جراحى التجميل فى العالم، فكُل هذه العوامل ساهمت فى الحفاظ على متوسط نسبة عمليات التجميل فى مصر وجعلها ثابتة، حيث جاء بها فى مركز مُتقدم من حيث عدد العمليات. وتُعد عمليات تصحيح الأنف الأكثر إقبالا بين الرجال بمُعدل نحو 27 %، وتفوّقت عمليات شفط الدهون على عمليات تكبير الثدى، باعتبارها من بين أكثر أشكال الجراحة التجميلية شيوعًا فى العالم، وسط قلق متزايد بشأن ارتباط عمليات زرع الثدى بالإصابة بمرض السرطان، وفقًا للبيانات المنشورة حديثًا من الجمعية الدولية لجراحة التجميل، فيما ارتفع إجمالى عدد العمليات الجراحية بأكثر من 33% بين عامى 2017 و2021، بينما زادت الإجراءات غير الجراحية وأشهرها الحقن بالبوتوكس بأكثر من 54% خلال الفترة ذاتها.


دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية كفاءة القطاع الصحي وكوادره المتخصصة تغري السياح المرضى.
دورة ناجحة من مؤتمر الشرق الاوسط الدولي للسياحة العلاجية بدبي
دول خليجية على خريطة السياحة العلاجية العالمية.. وتوقعات نمو بـ10% بحلول 2030
طب التجميل.. بين الضرورة والخطورة